بداية علم الطاقة النفسية

Jul 12, 2022

بداية علم الطاقة النفسية ترجع نشأة علم الطاقة النفسية إلى بدايات القرن العشرين في اليابان، حين لاحظ اليابانيون أثرًا للمس المريض في أثناء علاجه، أطلقوا عليه اسم “ريكي” أو “الطاقة الكامنة”. أسس المعلمون الأوائل علم الطاقة النفسية على نظرية أن الكون مُمتلِئ بالطاقة، ونحن بداخلنا طاقة كامنة تستطيع أن تؤثر في أجسادنا بالإيجاب أو السلب. الشاكرات الشاكرات هي سبع مناطق لاستقبال الطاقة في الجسم، تأخذ الطاقة الخارجية أو الداخلية وتوزعها، ولكل منها لون معين يمد الإنسان بنوع معين من الطاقة. لكل شاكرا ذبذبة خاصة بها لاستقطاب الطاقة إلى داخل الجسم. ما يدخل أجسامنا يُسمَّى “أشعة”، وهي تبين إمكانات الإنسان وأهدافه، وما يخرج منها يُسمَّى “هالة”، وهي تشرح تجاربه وحاضره. علم الطاقة النفسية بين العلم والخرافة ثمة علامات عامة، إذا توفر عدد كافٍ منها نتيقن أننا أمام علم زائف، وهي: استخدام الفرضيات الاحتيالية؛ فلا سبيل إلى اختبارها. الاستناد إلى شهادات الآحاد دون المجموعات الضابطة في تقييم فاعلية العلاج. اختراع مصطلحات مبهمة (مثل الطاقة الكامنة) للتشبه بالعلماء الحقيقيين. إطلاق مزاعم مقطوعة الصلة بكل المعارف القائمة، يقتضي قبولها الإطاحة بكل قديم ثابت. علم الطاقة النفسية -أو كما يسميه البعض “علم الطاقة الروحية”- هو العلم الذي يستخدم الطاقة الكامنة داخل جسم الكائن الحي لتحسين سلوكه. يستخدم مروجو علم الطاقة النفسية قصصًا وتجارب شخصية دون الاستناد إلى أدلة علمية تجريبية. كل هذا الهراء الذي سمعته وتسمعه عمَّا يُسمَّى بـ”علم الطاقة النفسية” يجعلنا نصنفه تحت عنوان “الخرافة” استخدام علم الطاقة النفسية في علاج الأمراض يُطلَق على المعالج بالطاقة النفسية لقب “ماستر طاقة” أو “ممارس طاقة”، ويدَّعي مروجوها أن سبب إصابة الجسم بمرض ما يرجع إلى عامل داخلي وآخر خارجي. فالعامل الخارجي مرتبط بالمؤثرات الخارجية السلبية -مثل البكتيريا، والداخلي نفسي يؤثر في العمليات الحيوية. وتمثل الطاقة الذاتية خط الدفاع الأول للجسم من خلال تقوية جهاز المناعة ضد المؤثرات الخارجية. استُخدِمَ علم الطاقة النفسية في علاج كثير من الأمراض النفسية، مثل: الاكتئاب، والتوتر، والأرق. ولا يمكن الاعتماد على نتائج هذه التجارب لبعدها عن أساليب المنهج العلمي التجريبي. ليس هذا فحسب، بل زعم بعض المعالجين استخدام علم الطاقة النفسية لعلاج أمراض عضوية، مثل: ضعف عضلة القلب! آلية استخدام علم الطاقة النفسية في العلاج آلية استخدام علم الطاقة النفسية في العلاج تدريبات رياضية لطرد الطاقة السلبية يعتقد ممارسو الطاقة بأن الطاقة تتدفق خلال يدي الممارس كلما وضع يديه على موضع يتوافق مع إحدى الشاكرات السبع. ترفع هذه التدريبات هالة الإنسان من أجل التحكم بالأحداث الحاضرة، وجذب ما هو إيجابي وإبعاد ما هو سلبي. وقد يطلب ممارس الطاقة من المتلقي أن يستلقي على طاولة، ثم يضع يديه في أماكن مختلفة من الرأس والرقبة، ويُبقِي يديه ثابتة بضع دقائق، قبل أن يدفعهما إلى الأمام؛ موهمًا المتلقي أنه يطرد الطاقة السلبية! علم الطاقة والروحانيات “الروح” هي جوهر الحياة في الإنسان، ولم تُعرَف أسرارها إلى الآن. تطور مصطلح “الروحانية” من نفخ الإله للحياة في الإنسان، إلى وصول الإنسان لحالة من السلام النفسي. يزعم بعض مِمَّنْ يطلقون على أنفسهم “خبراء” أن ممارسة بعض تمارين التأمل كاليوجا تسحب الطاقة السلبية، وتخرج الإنسان من حالة البؤس الروحي والاكتئاب، وصولًا إلى حالة السلام الداخلي. ونؤكد أن مثل هذه المزاعم لا يمكن أخذها موضع الجِدّ، إذ لا يمكن الاستدلال بنتائج هذه الممارسات دون مراعاة أساليب العلم التجريبي الحديث. ما سر انتشار علم الطاقة النفسية؟ قانون العرض والطلب “علاج لكل آلامك باستخدام فيزياء الموجات”. “يا له من طبيب محنك! لن نخسر شيئًا إذا جربنا جَلسة”. يُعزى الانتشار العريض لعلم الطاقة النفسية الزائف إلى العرض المغري لسلعة وهمية تعطي أملًا كاذبًا، وإلى استخدام كلمات مُبهَمة في الدعاية تُضفي هيبة. كذلك، فإن فكرة إيجاد الحلول عن طريق الطاقة للتخلص من المشاكل الحياتية هي شيء جذاب، والناس يبحثون عن حل سهل وسريع لمشاكلهم، فيتوهمون أنهم لا يحتاجون أكثر من الطاقة في حياتهم! ولا تزال الخدعة آخذة في التمدد مع استخدام بعض المصطلحات العلمية، وكل هذا -في الحقيقة- مجرد أوهام ينخدع بها ناشرها ومتلقيها، فهما في الإثم سواء! علم الطاقة النفسي قد يقتل أحيانًا! تتمثل خطورة استخدام علم الطاقة النفسية في العلاج في رفع معنويات كاذبة لِمَنْ يقرر تجربته، ليس هذا فحسب؛ إنما قد يصرف المريض عن طلب مشورة الأطباء الحقيقيين القادرين على علاجه. وفي هذا نذكر مثالًا لإحدى مريضات السكري التي خسرت حياتها من جرّاءِ خرافة علم الطاقة الروحية. ولإيمانها الكبير بأن الطاقة هي العلاج الوحيد لمرضها، توجهت إلى ممارِسة طاقة تحمل شهادة وهمية لعلاجها بتمرير يديها على أجزاء معينة، قبل أن تسوء حالتها ثم تموت. لكن ماذا لو كنا نقصد بالطاقة التعبير عن حالتنا المزاجية، أو قدرتنا على إنجاز الأمور الحياتية؟ هنا يمكننا الحديث علميا عن ربط الحالة النفسية للفرد وإنتاجيته ببعض الممارسات اليومية المعتادة.